myspace hit counters
نعمان
مَجنونُ الثَّقافة بالمَجَّان
www.najinaaman.org
ألمَوقِعُ الثَّقافيُّ المَجَّانيُّ الأوَّل
لقاءُ الأربَعاء
صالون ناجي نعمان الأدبيّ الثقافيّ
Wajih Nahlé and Naji Naaman

الأربعاء 19 شباط 2014

لقاء مع وَجيه نَحلِه، التَّشكيليُّ اللُّبنانيُّ-العالميُّ المُتعدِّدُ الإبداعات

بعد النَّشيد الوطني، وتحيَّةٍ من المُضيف إلى جوزف حرب وأُنسي الحاج "اللَّذَين غادرانا بعدما نقَشا، بالفكر والشِّعر، صفحتَين مجيدتَين في ذاكرة لبنان الثقافيَّة"، جرى بثُّ نشيد مؤسَّسة الثقافة بالمجَّان للمرَّة الأولى، وهو من ألحان الفنَّان الجزائري إسماعيل يلِس وأدائه، ومن كلمات نعمان الذي تكلَّمَ بعدها على نحله "الَّذي زاملَ الإزميل، وصاحبَ الريشة، فطوَّعهما، وصاغَ بهما إبداعاتٍ وإشراقاتٍ ونورانيات، ... يُعبِّرُ بلُغةٍ عالميَّةٍ هي لغةُ نَثر الخطِّ واللَّون، ومِن حَولِكُم أعمالٌ-قصائِدُ له، تَحكي عنه"

ووسط لوحاتٍ معروضة من أعمال نحله، تكلَّم الفنَّان التشكيليُّ حسن جوني في زميله، ومما قاله: "من نقطة ماء يولدُ النَّهرُ وينساب، ومن نقطة يولدُ الحرفُ وتتجمَّع الحروفُ لتصبح كلمةً وجُمل... وإذا أعدنا النَّهر إلى النقطة الأولى، والحرفَ إلى لوحة وجيه، نجد المنطلقات واحدة، فوجيه ليس غامضًا كالسُّورِّيالي، ولا قلقًا كالتَّعبيري، ولا مبتهجًا بالضَّوء كالانطباعي، هو الذي روَّض الخطَّ حتى أرقصه، وركَّبَ فيه أجنحةً حتى طيَّره. لوحاته سرب كلمات استحالت طيورًا متموِّجة تبحث عن شمس في خريف العمر، في شتاءاته القاسية"

وأما الإعلاميَّة السيِّدة مَي منسَّى فقالت: "طبيعته الناريَّة نلمسُها في حقبات متعددة من مهاراته الفنيَّة، لاسيَّما حين الكلمة المستقاة من قدسيَّة الحرف تترَوحن لتصبح ابتهالاً جماليًّا وغزلاً صوفيًّا يمجِّد به الله. فكم تزَيَّت ريشته بهذا الوحي السَّماوي، يُشعلها بشهب ناره الدافقة لتغدو للنَّظر بركانيَّة، إيروتيَّة على صفاء. ويبقى وجيه نحله ذلك الفنان الملتهب، ولا يحترق؛ سيِّد المساحة البيضاء، يلقِّمها من الجنِّ الساكن فيه، وحيه، والوحي بات يعرفه، نزوة إلهية لا تكاد تقرع باب إبداعه حتى يحولها آية فنيَّة نادرة"

واعتلى الأديب جورج مغامس المنبر موضحًا: "هو الساحر مهرَ في البَدع، يخترعُ ويصنعُ لا على مِثال ولا كمِثل مَثيل.. فيبرعُ في التوليد تنويعًا وفي التنويع توليدًا وفي التلوين تلوينًا، ينحتُ في الضوء وفي جَري الخيول، يسقي شجرة المساحات والمسافات نهرَ الشغف والتعب وكبرياء السيوف، ويرسل في فضائها عصافير اللمح واللمع وريحًا تلاعب بأمواج وكثبان ونيران بروميتيوس وفتاوى الغيوب.. يرقشُ أَبجديَّة ممالك النحل وأقراص العسل.. يكتبُ أيقونته!"

كما تكلَّم الدُّكتور ميشال كعدي باسم مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان، فوصف نحله بالزَّاهد الذي "يدٌ منه على الفن التشكيلي، ويدٌ أخرى عى الحروف والأنوار"

وألقى المُحتفى به كلمة جاء فيها: "هذا الكَمُّ من الجمالات في كلماتكم سيضيف إلى ألواني لونًا جديدًا... تكريمكم لي تكريم للفن، تكريم لكل إبداع لبناني تخطى الحدود للعالميَّة"

وكانت مداخلة بالمَحكيَّة من الشَّاعر الياس خليل، منها: كان الزعيم بضيعتي أكبر وجيه/يعيش الحياة بأبَّهه وعظَمه وتيه/وهلَّق إذا عقدنا الزعامه للفنون/ما بيعترف لبنان إلاَّ بهَالوجيه

وتسلَّم نحله من نعمان شهادة التَّكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجَّاني لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نعمان للثقافة بالمجَّان ودار نعمان للثقافة؛ فيما وقَّع نحلة آخر الكتب فيه لكلِّ راغب بين الحضور، على طريقته الفنيَّة

هذا، وتميَّز اللِّقاء بحضور جمهرة من مُحبِّي الثقافة والأدب والفن، من مثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: محمد علي شمس الدين، أمين ألبرت الريحاني، جان كمَيد، سهيل مطر وقرينته لينا، نهاد الشمالي وقرينته غلاديس، جوزف أبي ضاهر، ريمون عازار، سمير خياط، إميل كبا، فرنسيس الحداد، ماري-جو فريجة، موريس النجار وقرينته سميرة، رياض حلاَّق، جلال شربل، حبيب ياغي، ندى نعمة بجاني، جان كلود جدعون، إيلي مارون خليل، جوزف مسيحي، يوسف عيد، ميشال جحا، جوزف جدعون، حكمت حنين، جورج بارود، ميخائيل درويش، فراس مغامس، سامية خليل، ألبرتو درويش، شربل شربل، جورج متى، جوزف مسلِّم، أوديت خليفة، ميليا الشماس، لارا خالد مخول، جوزف مفرِّج، ميشال عازار، صلاح الأشقر، أنطوان الشمالي، يوسف عيد، أنطوان رعد، بول غصن، إسكندر داغر، إيناس مخايل، بيار غصن، ليلا افرام، أنطوان غاوي وقرينته كاتيا، نيكول أبو حلا، منصور بشارة وقرينته هدى، جهاد وهبه وقرينته كاتيا يمِّين، إلى المونسينيور جورج يغيايان والأب بيرج سبع

 

Iqbal Ach-Chayeb Ghanem and Naji Naaman

الأربعاء 18 كانون الأوَّل 2013

لقاء مع إقبال الشَّايب غانم، الأديبة والشَّاعرة

بعد النشيد الوطني، كلمة افتتاحية من المضيف، فكلمة الوزير الأسبق الدكتور عصام نعمان، ومنها: "وشى بها أدب أبيها في نثرها، ولم أكن قد تذوّقت بعد شعرها... إلتزامها الوطني والاجتماعي حفّزني على أن أضفي عليها لقب "ضمير الثقافة". به تتساوى مع قدوتها، سليم الحص، "ضمير لبنان"... بتكريم إقبال الشايب غانم نكرّم الثقافة، فكرًا وشعرًا وقيمًا وصناعة رجاء"

وتكلّمت الدكتورة كارمِن بستاني "بلغة موليير، إلى الصامدين في الفَرنَسَة" على ما قال المضيف، ومما قالته تحت عنوان "وجه إقبال الشايب غانم هو الذي ينتظر": "الكتابة لدى الشايب غانم وسيلة تعبير عن إغواء النساء، فهي كتابة ذات مفاهيم تشكل نظام علائق متبادلة متأصّلة في الطبيعة الأنثوية. ويلاحظ القارئ، على مَرّ الصفحات التي يقرأها، سلسلة من الوجوه، والصّور، تتماثل ومُكمّلات الجنس اللطيف. وتغدو الكتابة لديها ضرورية كالمأكل والمشرب"

وجاء في كلمة الدكتور ميشال كعدي التي ألقاها باسم دار نعمان للثقافة ومؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان: "إنها ثَقاف، فالقلم بين أناملها شعاع ترفعه إلى عظمة الحرف باللّفتة العجب، وشهامة المداد، وصرير الريشة على الورق. بين هذه الأديبة والقصة والشعر وشائج قربى، وانبساط باع، فهي تمتاز باستوائية خاصة بها... حسبُ هذه الأديبة والشاعرة أن تحـرك نبض الحروف إلى الجلل. وإن قلمًا كقلم إقبال الشايب يجب أن يبقى كما تشاؤه الرقاع"

وألقت المُحتفى بها كلمة توقفت فيها عند محطاتٍ من سيرتها، جاء في مطلعها: "أصعب الأسر أن تكون حرّا بلا حدود. هكذا أطلق لي صاحب هذه الدار الكريمة يدي أنِ اكتُبي ما شئتِ. حين أنهى قوله، بدأت حيرتي: ماذا أختار؟ والخيارات أكوام على أكوام في هذا العصر الصعب، وفي هذه المنطقة المستحيلة من العالم". وقد أنهت كلمتها بقصيدة جاء فيها: "تعال يا عيد، اقلعْ غرسة حملت/جذورُها سوسةً، نمتْ على الخطإ/كأن نار الهوى هي التي خمدت/أو جعلت تلفظ الأنفاس في الحمإ/علّمنا يا عيد أن يشتعل البشر/بالحبّ كي يستضيء كل مُنطفئ

وكانت مداخلة بالمَحكية من الشاعر الياس خليل، منها: إقبال شِعرك للقوافي كتاب/وكان بَيِّك تَوبِك يْحَيِّك/ما كان عندو مكتبِه من خشاب/إنتي طلعتي مكتبِة بَيِّك

وردّ الشيخ القاضي يحيى الرافعي على بعض ما جاء في كلمة المحتفى بها، مدافعًا عن دور المرأة وقدرها في الإسلام، مُشيرًا إلى عظيماتٍ في هذا المجال؛ كما أشادَ بدور رئيس مؤسسة الثقافة بالمجَّان، واصفًا الأنشطة التي يقوم بها بما "تعجز عنه دول"

وسلَّم ناجي نَعمان الأديبة الشايب غانم شهادة التكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجاني لآخر إصدارات مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة. كما جالَ الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري وأنجليك نعمان الاستعادية

هذا، وتميّز اللقاء بحضور المونسينيور جورج يغيايان، والأبوين سهيل قاشا وبيرج سبع، بالإضافة إلى السفير فريد سماحة، وجمهرةٍ من مُحبّي الثقافة والأدب، من مثل الشعراء والأدباء والفنانين والدكاترة والأساتذة: جان كمَيد، ريمون عازار، نبيل بو عبسي، سمير خياط، أديب القسيس، إميل كبا، جورج شامي، أنيس مسلّم، الياس زغيب، أنطوان رعد، جوزف مسيحي، يوسف عيد، نهى غانم، ماري-كلير النشّار، حياة هاشم، رزق الله قسطنطين، أنطوان يزبك وابنه جون، فريد زغيب وعقيلته ليلي، إميل سمعان وعقيلته روز-ماري، إلى زوج المحتفى بها، جورج غانم، وابنتها رانيا

 

Zafer Al-Hassan and Naji Naaman

الأربعاء 27 تشرين الثَّاني 2013

لقاء مع ظافر الحسن، السَّفير والأديب والشَّاعر

بعد النَّشيد الوطنيّ، كلمةٌ من نعمان في الحَسَن، ومنها: "دنانُه مزيجٌ مُحكَمٌ من أدبٍ ودبلوماسيَّة، بحيث أدَّبَ، بتواضعه، الدِّبلوماسيَّةَ، و"دَبلَسَ" الأدبَ"؛ و"هو، في الزَّمن الصَّعب، أحسنَ الجهادَ فظَفَرَ به لبنانُ، وحَسُنَ مُحيَّا الوطن"

وتكلَّم الصِّحافيُّ جورج عَلَم، وممَّا قالَه: "حجَّ من القضاء إلى السِّلك الدِّبلوماسي، وقفزَ من صهوة القانون ليمتطيَ الصَّهوةَ المنفتحة على الآخَر؛ وإذ به يُعلي جيادَ المطالع الصَّعبة في الإدارة، وفي السِّياسة المسؤولة المحترفة المتَّكِئَة على علمٍ ومعرفة، المُنزَّهة عن المزايدات المصلحيَّة، والمنافع الشَّخصيَّة، والانحرافات المذهبيَّة والطَّائفيَّة". وأردف: "ولم تسلبِ الدِّبلوماسيَّةُ المُرهِقَةُ الشَّاعرَ أحاسيسَه، ففاضت مشاعره وتأمُّلاتُه جداولَ رقراقة مُنسابة من أريحيَّة نقيَّة صافية شفَّافة مُفعَمَة بالحبِّ والنُّبل والإباء والتَّسامح"

ثمَّ تكلَّمَ رئيسُ تحرير صحيفة "اللِّواء"، الأستاذ صلاح سلام، وممَّا قاله في الحَسَن: "حمل لبنانَ في قلبه وعلى عاتقه، مُتنقِّلاً بين عواصم العالم، مُصحِّحًا انطباعًا هنا، وموضِحًا غموضًا والتباسًا هناك. وفي كلِّ هذا، كان الوطنُ هو الهمُّ الأوَّلُ والأخير، إلى أن ألقى بمرساة سفينته أخيرًا في الأمانة العامَّة لوزارة الخارجيَّة اللبنانيَّة". وأنهى سلام مُوجِّها كلامَه إلى المُحتفى به: "ظافر الحَسَن، لقد قدَّمتَ سِفرًا وطنيًّا سوف يقدِّره الوطن لك، آملاً أن تكون "موسوعة الدِّبلوماسيَّة اللبنانيَّة" نموذجًا تقتدي به الأجيالُ الحاليَّة والآتية"

وجاء في كلمة الدُّكتور ميشال كعدي التي ألقاها باسم دار نعمان للثَّقافة ومؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان: "على جبينه صَفيٌ صَلوحٌ ولوحةٌ لم تعرفِ الهدوءَ، وفي مُقلتَيه تموُّجات ظافرٍ تَصَوَّنَ من المعايِب؛ وإذا استقرَّ نظرُك على قامته، رأيتَ إرادةً عريقةً، وشَمخةَ نَهَّاضٍ إلى العَلياء؛ وفي مطلق الأحوال، يُضفي على المُرسَلِ إليه من قلبه وشِعره وأدبه ما يُحيِّرُ الألباب"

وألقى المُحتفى به كلمةً توقَّف فيها عند محطَّاتٍ من سيرته مجهولةٍ حتَّى من أصدقائه المُقرَّبين، وذلك للدَّلالة على مسألتَين على ما عبَّر: صلته بالزَّمان، وصلته بدولة لبنان. والصِّلتان تتقاطعان وتتداخلان، وفي قصَّتهما بعضُ التَّسلية والعبرة على ما قال. وأوضح الحَسَن أنَّ السَّلبيَّات من الدَّولة اللبنانيَّة تجاهه لم تحل يومًا دون عمله، على جميع مستوياته، من أجل لبنان، ولا هي أضعفت مثقال ذرَّةٍ قوَّةَ انتمائه وولائه وتضحياته في سبيل دولة لبنان. وأنهى، بما أنَّ ما يكتبه شعرًا هو الذي يحملُ التَّعبيرَ الأدقَّ والأصدقَ لمكنوناته النَّفسيَّة والفكريَّة، بقراءة قصيدتَين، الأولى عن صلته بالزَّمان، والثَّانية عن صلته بلبنان

وكانت مداخلةٌ بالمَحكيَّة من الشَّاعر الياس خليل، منها: يا سيِّد الكلمه، يا أكبر من سفير/كرَّمت كلّ النَّاس بالإسم الحَسَن/لمَّا بتخدم شعب لبنان الكبير/بيكون شعبَك ظافر وشُغلَك حَسَن

وسلَّمَ ناجي نَعمان السَّفيرَ الحَسَن شهادةَ التَّكريم والاستِضافة، فيما قدَّم سلام إلى نعمان مجموعتَه "عشر سنوات.. بين الآمال والآلام" الصَّادرة مؤخِّرًا، بأجزائها الخمسة؛ وانتقلَ الجميعُ إلى نخب المناسبة، وإلى توزيعٍ مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نَعمان للثَّقافة بالمجَّان ودار نَعمان للثَّقافة. كما جالَ الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة مِتري وأنجليك نَعمان الاستِعاديَّة

هذا، وتميَّزَ اللِّقاءُ بحضور حَشدٍ من رجال الدِّين، من مِثل المونسينيور جورج يغيايان، والأبوين سهيل وقاشا وبيرج سبع؛ والسُّفراء: فخري صاغيَّة، سمير شمَّا، ميشال خوري، سمير حبيقة، يوسف أرسانيوس، سمير مبارك، ميشال بيطار، فريد سماحة، فؤاد عون؛ بالإضافة إلى جمهرةٍ من مُحِبِّي الثَّقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: جان كمَيد، ميشال جحا، ريمون عازار، نبيل بو عبسي، فرنسيس الحدَّاد، جوزف جدعون، سمير خيَّاط، شربل عقل، أديب القسِّيس، إميل كَبا، رياض حلاَّق، موريس نجَّار وعقيلتُه، إقبال الشَّايب غانم، جورج شامي، نزيه شلالا، نلسي جبرايل، جوزيف مسلِّم وعقيلتُه، أمين زغيب، بول غصن، أنيس مسلِّم، الياس زغيب، سامي سلام، أنطوان رعد، جان-كلود جدعون، جوزف مسيحي، سارة وسوسن الشَّامي؛ إلى عقيلة المُحتفى به

 

ألثَّقافة، الحُرَّةُ والمُنفَتِحَة، تصنعُ السَّلام
ناجي
ألحقوق محفوظة – ناجي نعمان ©
نعمان
1969
Jean Qassis and Naji Naaman

الأربعاء 15 كانون الثَّاني 2014

لقاء مع جان قسِّيس، الأديب والشَّاعر ونقيب الممثِّلين

بعد النشيد الوطني، خاطرةٌ من المضيف في الراحل سمعان يوسف عسَّاف الذي "غاب في غيضٍ من ألم الجسد وفيضٍ من المعاناة مع بني البشر ويمٍّ من التجاهل الذي يُصيب، بعامةٍ، من ابتُلي بلوثة الأدب والتأدُّب"، ثمّ ترحيبٌ بالضّيف والحضور

وتكلَّم البروفسور منيف موسى، وممَّا قاله: "ضارعَ الأدبَ الرفيع، فانقاد إليه شعرًا ونثرًا، عركَه بفصيحه وعاميِّه. أخذ بناصية الدواة والمدَّاد، فكان حبره أخضر. لفظ الناحل الشاحب، ونثر الملوَّن المبهج"

وجاء في كلمة العميد أنيس مسلِّم: "أدرك أن الممثل الفذ لا يعتلي خشبة المسرح ليضحك أو يبكي، ليتسلى أو يلهو، بل ليضحك الجمهور أو يبكيه، يسليه أو يجعله يلهو بعفوية تقتلعه من عالمه، وتسهل عليه الهرب من واقعه وعيش أحلامه، وتقمص شخصية البطل"

وأمَّا الدكتور ميشال كعدي فألقى كلمة دار نعمان للثقافة ومؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان، وممَّا قاله: "أنا لست هنا لأحلِّل نتاجه، وهل كان تعكيف الجوهر لغير الجمال؟ فالرجل من أسياد الطيب والعطارين والنضح الذي يتدخن بالبخورات والبلسم الذي يُنخِّل الألفاظ، طاردًا البغايا، وآخذًا بما تفرضه الأخلاق، والكلمات المقوَّلة التي تلبس في كل مرة حلة جديدة"

وألقى المُحتفى به كلمة توقف فيها عند محطاتٍ من سيرته، وممَّا قاله: "حين أمسك ريشتي بيدي، وأبدأ بمداعبة الأحرف ورسم الكلمات، يستحيل صوتي زقزقة ملونة أو أنين ناي حزين، أو دوي مدفع أو صرخة ثائر، أو همسة حبيب أو تنهد عاشقة، أو ثرثرة طفل أو حكمة شيخ، أو دمية في يد طفلة تلهو، أو ضفرة في ضفائر حسناء، أو نجمة أو وردة أو قمرًا، أو حكاية هاربة من صفحات الزمن، فلا تقرأها الأيام إلا مصادفة، أو ربما صمتًا يختصر كل رهبة البشر أمام عظمة الخالق"

وكانت مداخلة بالمَحكية من الشاعر الياس خليل، منها: نقيب كبير وحساس/وحبك بالقلب حملنا/غيرك بيمثِّل عالناس/وفنونك بتمثِّلنا/نظراتك نظرات النمر/كل القوِّة بتمنحني/ما بتحني مرّه بهالعمر/وأمضى من السيف المحني

وسلَّم ناجي نَعمان الأديب جان قسِّيس شهادة التكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجاني لآخر إصدارات مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة. كما جالَ الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري وأنجليك نعمان الاستعادية

هذا، وتميّز اللقاء بحضور جمهرةٍ من مُحبِّي الثقافة والأدب والفن، من مثل الممثِّلين والشعراء والأدباء والفنانين والدكاترة والأساتذة: صلاح تيزاني (أبو سليم)، عصام الشناوي، علي كلش، عصام الأشقر وقرينته روز، طوني حاتم وقرينته رلى، موريس موصللي، سهيل قاشا، جان كمَيد، جوزف أبي ضاهر، ريمون عازار، نبيل بو عبسي، سمير خياط، إميل كبا، فرنسيس الحداد، أنطوان شربل، ماغي فريجة، عزيزة خوام، موريس النجار، فريد خوري، إليسار حاموش، شربل عقل، رياض حلاَّق، رفيق روحانا، جلال شربل، نزيه شلالا، ستيفاني الحاج، جوزف مهنا، جان سالمة، جان-دارك أبي ياغي، جورج مغامس، إيلي حداد، نادين طربيه، جويس المر، أمين زغيب، جورج حران وقرينته ماري، ندى نعمة بجاني، جورج إيواز، ميلاد رزق، وليم عنِّيني، جورج خوري، مشعل يوسف، جان كلود جدعون، إيلي أبي خليل، روكز قرطباوي، كارمن زغيب، جوزف مسيحي، يوسف عيد، رزق الله قسطنطين، ميشال جحا، إلى قرينة المحتفى به، منى، وابنه إيلي، وأخويه بسام وغسان

 

الأربعاء 19 آذار 2014

لقاء مع إلهام كلاَّب البساط، الأديبة والباحثة والأكاديميَّة

بعد النَّشيد الوطني، تحيَّةٌ من نعمان، فكلامٌ في الضَّيفة من "الأديب والمؤدِّب" الرَّئيس الدُّكتور غالب غانم، "صاحب الكلمة الراقية"، جاء فيه: "هي بالفعل أميرةٌ من أميرات النص الأدبي. ما أُحيلاها تؤاخي فيه ما بين العميق والرقيق، والمفيد والممتع، والواقعي والمتخيَّل، والعَصي والسهل، والالتزام والابداع، وما هو الحصاد وما هو الربيع، وما للفكر من أبعاد، وما للفن من ألوان". وأردف غانم: "رُشِّي، يا إلهام، قمح ثقافتك وقمح القيم العليا في تربة الوطن. وأكملي النضال، أكملي. ثقافتك انصهار وابتكار لا تجميع واجترار. والقيم العليا حملتها من عمشيت، منذ السنوات الأبكار، ونمت في حدائقك وطابت ثمارها. تعالي نخطُ خطواتٍ جديدةً في الدرب. نحن ما تاجرنا مرة بالتراب الحبيب. والوطن يئسَ من الباعة وأصحاب الزُّلفى وأرباب "الشطارة"

وتكلَّم "الصحافي العتيق" جورج شامي، "جليل الرِّوائيِّين"، وممَّا قاله: "يا أميرتي! جرأتك، وكفاءتك، ونقاؤك، وجدارتك، المكتوبة بماء الذهب على لوحة نضالك، وكلها صفات حسنى، تشير إلى أنك تستحقين عصا الماريشالية كواحدة من المناضلات، قادة الفكر اللبناني النيّر، والسلوك الوطني النيّر، والإبداع الإنساني النيّر، والخلق العالمي النيّر... وبها تغالبين العجز إذا باغتك ولو بعد ألف عام... وتقودين سلالة من أنماط ببشر لم تشرق بعد في أعماقهم أنوار الله ولم تسطع... وتزداد النساء في فراديسهم فقرًا وجهلاً واضطهادًا واستغلالاً بينما يعشن راضيات بواقعهن أنصاف كائنات: ناقصات العقول، ناقصات الأعمار، ناقصات الحظوظ! وأنت تريدين لهن كامل الحقوق وكامل المواصفات!"

وأمَّا الدُّكتور ميشال كعدي، "خليل الكلمة ونبراسها"، فأطلقَ على الضَّيفة بِاسم دار نعمان للثَّقافة ومؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان لقبَ "وردة الأدب"، وقال: "وردة الأدب إلهام، أديبة لا تُشارَط. عظمة اللعبة الأدبية عندها ترفٌ وأناقة، فالعَتْب والمَوجِدَة من أدوات فنِّها، وتماثيل مُحترفها". وأضاف: "عرفت كيف تضع الكلمة بخفر، وذلك، على أناقةٍ ورفعةٍ حيث الاستعداد وثيق، والكِبَر إلى سموٍّ ومنطق رخيم الحواشي"

وألقتِ المُحتفى بها كلمة جاء فيها: "لقد أعطتني الحياة وزنات كثيرة، أحاول بما تبقَّى لي من عمر أن أكون أمينة لهذا العطاء... لذا "أورِّطُ" نفسي في معاهدتكم على طباعة مخطوطاتي المتراكمة التي لا تزال تنتظر جهدي، تنتظر شجاعتي، شجاعة القبول المتواضع بأنَّ الكمال سراب، وبأنَّ الكتابة احتمال لا اكتمال، وبأنَّ التقاط اللحظة أمضى من تذكُّرها، وبأنَّ العمر قصير. قصيرٌ هو العمر كي تشبع عيوننا من تحوُّل الفصول ومن تمايل أغصان شجر الغابات.. من كل غيمة مضمَّخة بألوان الغروب.. من دلال كل موجة.. من كل زهرة عابثة.. من كل ابتسامة مفاجئة.. من كل قلب متوهِّج. قصيرٌ هو العمر!.. جميلة هي الحياة!.."

وكانت مداخلةٌ بالمَحكيَّة من الشَّاعر الياس خليل، منها: حتى العالم يا إلهام/يكرِّسني شاعر ورسَّام/ما بحلِّق عا بساط الريح/ بحلِّق عا بساط الإلهام/قالو عنِّك أميره/وإنتي الست القديره/فتَّشنا عليكي بالليل/لقينا شمسك مُنيره

وتسلَّمت البساط من نعمان شهادة التَّكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيعٍ مجانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجان ودار نعمان للثَّقافة

هذا، وتميَّز اللِّقاء بتحوُّله تظاهرةً شاركت فيها جمهرةٌ عظيمةٌ من مُحبِّي الثَّقافة والأدب والفنّ، من مثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأكاديميِّين والسُّفراء والضبَّاط والإعلاميِّين والأساتذة: أمين ألبرت الريحاني، جان كمَيد، ريمون عازار، سمير خياط، إميل كَبا، فرنسيس الحداد، موريس النجار وقرينته سميرة، إيلي مارون خليل، يوسف عيد، سامية خليل، جوزف مفرِّج، فارس الخوري، أنطوان الخويري، جورج مغامس، موسى مخول، نهاد كلاَّب مرعب، جهينة نعمة، جوزف رعد، رينيه عبَيد، بطرس لبكي، سمر عبَيد، هشام البساط وابنته رنا، فريد سماحة، هند جباعي، نهى سعادة كرم، يولاّ زغيب، وفاء سعادة، بربارة زغيب، جوزف سعادة، سوسن مرتضى، أنيس مسلِّم، لارا حجَيبان ووالدتها، سليم أبو معشر، سامية رملي، إيليَّا نخول، بردليان طربيه، السيِّد أردكاني وقرينته رنا، سعاد الهاشم، وجدي مبارك، نبيل الجردي، رجاء حرب، غنى أبو مراد، حياة رحَّال، فائقة تركيَّة، إلهام أبو جودة، سامي ومارغو كرم، نوال العضم، إنعام أبو جودة، فكتوريا سلموني، إيلي مارون خليل، فؤاد أبو فرحات، أديب القسيس، زاهي ناضر، رفيق روحانا، أمين زغيب، أنطوان سعد، جهاد نصَّار، روزيت الباشا، جورجيت كرم، ليلى طرابلسي، لطيفة اللقِّيس، تيريز بو مارون، ماري كلاَّب، تيريز خاطر، منى الحاج، غرازيلاَّ كلاَّب، نبيل بو عبسي، عادل عقل، الياس زغيب، وجدي مبارك، بهيج أبو مراد، مارون خريش، أديب أبو مراد، هدى منقارة عدرا، سعاد الخطيب، عزت الحر مروّة، جوزفين كلاَّب، حنَّا كلاَّب، أسامة كلاَّب، سعاد الخطيب، إلى الأب سهيل قاشا

 

الأربعاء 16 نيسان 2014

لقاء مع أمين ألبرت الرّيحاني، الأكاديميّ والباحث والأديب

كرَّم الأديب ناجي نعمان، في نهاية الموسم السَّادس لصالونه الأدبيِّ الثقافيّ (2013-2014)، الأكاديميَّ والباحثَ والأديبَ ورئيسَ مؤسَّسة الفكر اللُّبناني البروفسُّور أمين ألبرت الرّيحاني، فاستقبله في دار نعمان للثَّقافة ومؤسَّسته للثَّقافة بالمجَّان ضيفًا مكرَّمًا في "لقاء الأربعاء" السَّادس والثَّلاثين

بعد النَّشيد الوطني، تحيَّةٌ من المُضيف، فكلامٌ في الضَّيف من الشَّاعر شوقي أبي شقرا، من أركان مجلَّة "شعر"، ومؤسِّس أوَّل صفحة ثقافيَّة في الصِّحافة اللبنانيَّة، جاء فيه: "كلما جئت مترفقًا الى مدخل إيوانه، الى عقر مؤلَّفاته، الى الأمين الثاني، أصادفُ العقدة الملونة والطريفة المولد والخلق، كما، من قبل، صنعها وصقلها عمُّه. وكذلك نصادف الرحيق المتناثر في شتى الثياب وشتى الأوراق. أي هو الربيع وألحانه، أي هو النحلة التي من العمارة الحلوة الجنبات، أي هو الملكة التي تريح وتشفي، ولو ثمَّة غمٌّ وثمَّة الأسف والمصاب، وثمَّة الامتلاء والحكمة والصبر على المكارِه وعلى الأفراح معًا. وعلى أن تكون الوردة هي الخلاصة وهي الزينة، تلبث ويدوم أمرُها في الأناء وفي زمن الاندحار والتساؤلات الصريحة، وحيث هي تتطلب أن نتسامح، وأن يجيء القلم كشافًا، وينصب خيمة العلاج، وكيف نصدُّ الكبش دون أن يصدم الأشجار وأن يهدم الجذوع وأن تهبط الخيمة عقابًا"

وتكلَّمت "العالمةُ في شؤون المتاحف، روسِيِّها وفرنسيِّها"، أستاذةُ تاريخ الفنون والآثار في الجامعة اللُّبنانيَّة الدكتورة زينات بيطار، وممَّا قالته: "يليق التكريم بمن كُرِّمَ بنِعَمٍ ثلاث: نعمةِ المعرفة، ونعمةِ التفكر، ونعمةِ الكتابة. نِعَمٌ خضّبتها حسراتٌ في فؤادِك لكنّها زادتكَ جلالاً ورزانة وإبداعًا. قامةٌ سامقةٌ في منطقها وإدارةِ عمرها الخصب ورعايةِ الأمل. أراكَ مذهلاً في شموخك الإنسانيّ، متعاليًا على حالة التشرذم التاريخيّ التي تعيقُ خروجَ الأمة والثقافة من أزقّتِها الراهنة. لكأنّك لست من هذا الزمان، أنتَ نافذةُ ضوءٍ، مفتوحةٌ على أقاليم النفس والروح المتمادية، تنشغِلُ متجاوزًا حطام المرحلة، بعدّة اللغة والشعر والنقد، مؤتلفًا مع ذاتك، حيث يستوي العقل والقلب والحواس في مدارات هواجسِك المعرفيّة. أغبِطُكَ أيّها الأمين على هذا التوازن البائن، وإن كان جمرُ عمرِك يكاد يفرُّ من عينيك. فكلُّنا يرتعُ بين الظاهر والباطن في مقامات الجمر العربي. تصفعنا ريحُ جهلٍ من شرقٍ وريحُ مَكرٍ من غرب. ونلوذُ بأقبية الروح اتِّقاءَ التقهقرِ في الذوق والمقاييس، نلوذُ بالتأويل لنفقَهَ باطنَ الآيات، وصولاً إلى حقيقةِ الكونِ وثمرةِ العِرفان. وأن تكون عارفًا في هذا الزمان والمكان، فعِرفانُكَ مُرٌّ مذاقُه على حلاوةِ روح. أيّها الأمين، لطالما تعثّرنا بواقع الثقافةِ المكسورةِ الجانح، وطارت أحلامُنا بمجتمعٍ سَوِيِّ الثقافة وبسياسةٍ ثقافيّةٍ متأهّبةٍ للعصرنة. ولطالما تهشَّمت صوَرُ مثقّفين على أبواب الحياة. ذلَّلنا عقباتِ الصفح، ونزِلنا إلى قاعِ الروح، صعودًا نحو جبل التفاؤل. طحينُ اختلافِنا وخبزِنا المألوف. تاركين للوقت حسمَ طموحاتِنا بأمنٍ معنوي، يرعى ما تبقّى من زوادةِ القلق"

وأمَّا الدكتور ميشال كعدي، "خليل الكلمة ونبراسها"، فقال بِاسم الدَّار والمؤسَّسة: "خُيِّل إلي، وأنا أقرأ أمين ألبرت الريحاني الذي رجحت كفَّة فكره وعلمه وطوالع إبداعه وثقافته، أن ماردًا صاول الأيَّام، وواثبَ الليالي، ثمَّ أقبل من فوق، يدعو الأقزام إلى التمطِّي، لأنه يكره الضعة والضعف، وحضيض الذل، وهو الذي دعا إلى الطموح والتغيير والجديد الواعي، وأعراس الأبجدية في هيكل اللبنانية، والنهوض بالثقافة العربية من دون تعوُّج أو تردُّد أو لأي، فكان صُيَّابة في صاع القول واللقاح الفكري والنقد والشعر"

وكانت مداخلةٌ من الشَّاعر رياض عبد الله حلاَّق تناول فيها ذكريات والده مع أمين الرّيحاني الأوَّل، في حلب، وذكرياته هو مع أمين الثاني، في الفرَيكة؛ تكلَّمَ بعدها الضَّيف، وممَّا قاله تحت عنوان "علَّمتني الحياة": "الأدب الذي يكتفي بفن الكتابة ولا يلامس الفلسفة، يبقى أدبًا مقتصرًا على جمال اللغة وجمال التعبير الذي يأخذُكَ ببراعته وأناقتِهِ وحيويتِهِ البليغة، لكنّه يُبقيك بعيدًا عن جدليّات الفكرِ الإنساني والاحتكاكاتِ العقليّة التي تحمِلُكَ على اكتشاف بعض أسرار الوجود، أو على تفسيراتٍ جديدةٍ لتلك الأسرار. فالمادةُ الأدبيّةُ التي تمتاز بجمال صُوَرِها، وجديدِ استعاراتِها، وثراءِ بيانِها، ولا تنطوي على فكرٍ ثري، أو على مُقتربٍ ذهنيٍّ يدفعُك إلى التفكير؛ هذا النوعُ من الأدب يبقى في الحيّز الجمالي الأخّاذ الذي ينتهي مع قراءته الأولى أو الثانية. الأدبُ الذي يصمدُ هو ذاك الدفقُ الفكري، أو المشحونُ العاطفي الذي يُقدِّمُ للقارىء مادةً ثريّةً تلازمُه لفترةٍ طويلةٍ بعد القراءة، هو ذاك الذي يهزُّ منك المشاعرَ أو يحرّكُ فيك العقلَ، ويدفعُك إلى رِدّة فعلٍ تستجيبُ لما بدأ به الكاتب، أو تكمّلُه. فالآداب الصامدة هي تلك التي تستندُ، بوعيها أو بلا وعيها، على نتاجها الفكري والفلسفي لأنها تكتنزُ من ذاك النتاج وترتوي من معينِه، فيثرى نتاجُها الأدبي ويصمدُ مع الأيّام. والأمثلة عديدة، أكتفي منها بمَثَلِ الأدب الفرنسي المعاصر الذي اكتنز بأعمال ديكارت، وفولتير، وروسو، ثم غرف من أعمال برغسون، وسارتر، أو الأدب الألماني الذي استند إلى أعمال هيغل، وهيسرل، وهايدغر، أو الأدبَين، الإنكليزي والأميركي، وقد استندا إلى أعمال هيوم، وراسل، وإمرسون، وثورو، والسُّبحةُ طويلة. لذا أكتفي هنا بالإشارة إلى ما تعلّمتُه من أنّ الأدبَ المستندَ إلى الفلسفة، أغنى وأكثرُ صمودًا من الأدب الذي لا يكترث بها. الأدبُ الخالصُ قد يُصنَّفُ في مدينة الجمال، والفلسفةُ الخالصة قد تُصنَّفُ في مدينة الجوهر. وإن لم نبنِ بينهما جسر التواصل ظلّ الجمال منفصلاً عن الجوهر وظلّ الجوهر مفتقرًا إلى الجمال. وكما أنَّ الأدبَ بحاجة إلى الجوهر كذلك تراه بحاجة إلى الوجود، إي إلى السياسة، لا بمعناها الضيّق بل بأبعادها الرؤيويّة المستقبليّة التي تضعُ النصَّ الأدبي في خدمة المصلحة العامّة والمصلحةِ الوطنيّة. السياسة الخالصة قد تُصنّف في مدينة الوجود أو المدينة الفاضلة، من هنا تلتقي المدُن الثلاث: مدينةُ الجمال بمدينةِ الجوهر بالمدينة الفاضلة. والتقاء هذه المدنِ الثلاث قد يُفضي بنا إلى المدينة العُظمى"

وكانت مداخلةٌ بالمَحكيَّة من الشَّاعر الياس خليل، منها: ذوقك يا ناجي نعمان/خمر معتَّق بجرارك/خربانه الحاله بلبنان/وعمرانه الكلمة بدارك/ يا أمين الريحاني/صيتك عطر الريحاني/بيَّك معجم إنساني/وعمَّك مُبدع لبناني/بقيس الأوَّل عاالتاني/بلاقي أمين بأمين/والريحاني بريحاني

وتسلَّم الرّيحاني من نعمان شهادة التَّكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيعٍ مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان ودار نعمان للثَّقافة

هذا، وتميز اللِّقاء بحضور نخبةٍ من مُحبِّي الثَّقافة والأدب والفنّ، من مثل الشعراء والأدباء والفنانين والدكاترة والأكاديميِّين والإعلاميِّين والأساتذة: الياس رحباني وعقيلته نينا، ريمون عازار، جوزف مهنّا، سمير خيّاط، إميل كَبا، موريس النجار، جورج مغامس، أنيس مسلِّم، جوزف أبي ضاهر، موريس معلوف، رفيق روحانا، ميشال جحا، أمين زغيب، أنطوان أبي سعد، نبيل بو عبسي، الياس زغيب، شربل عقل، حلوة أبي شقرا، سميرة الريحاني، إبراهيم وسليمة زود، سيزار نمُّور، غبريلاَّ شوب، رزق الله قسطنطين، نزيه شلالا، جوزف مسيحي، ريم الريحاني شرباتي، إلى الأب سهيل قاشا

 

Elham Kallab Al-Bissat and Naji Naaman
Amine Albert Ar-Rihani and Naji Naaman
ناجي